يقول الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية اميل لحود إنه لم يشترط أحد على النائب وليد جنبلاط أن يزوره قبل زيارة دمشق، "فسورية لا يمكن أن تضع شروطاً على أحد، وهو يعرف تمام المعرفة ما يجب القيام به". ويضيف لحود: "وليد يقول إنه أخطأ وهذا جيد، ومن يعمل في السياسة في لبنان يهمه اللقاء مع النائب جنبلاط، أما أنا فلا تهمني السياسة، ولقاؤه معي لا يزيدني شيئاً، ومن الأفضل ألا أراه. ومن وجهة نظري، إذا دخل الأميركيون اليوم إلى لبنان، فسيصطف جنبلاط خلفهم، لذا لا يجوز أن نقع في الخطأ مرتين. وأمل أن تنطبق أقواله على ممارساته، ويجب أن يخضع لفترة تجربة.
أما على الصعيد الشخصي، فيرى الرئيس لحود أن لوضع وليد جنبلاط خصوصيته في لبنان، وتراعي هذه الخصوصية كل من أميركا وفرنسا ومصر والمملكة العربية السعودية. ويلفت إلى أن "هذا التقارب لم يشملني، وهو قال إنه من السهل أن التقى الرئيس بشار الأسد على أن يلتقي إميل لحود، وهذا صحيح، وسببه أنني لا أعمل في السياسة".
ويروي الرئيس لحود قصته مع جنبلاط فيقول:
"عندما كنت قائداً للجيش تلقيت أمراً في عام 1990 لدخول الكرنتينا وبيت الدين، وقبل الدخول إلى بيت الدين أرسل الرئيس الراحل إلياس الهراوي بطلبي، في حضور النائب مروان حمادة، وقال لي: أول من زارك النائب جنبلاط، فسألني: لماذا تريد أن تفتعل مشكلة مع البيك، دعك من بيت الدين، ووليد بك سيقدّر لك ذلك.. فقلت لفخامة الرئيس إن مجلس الوزراء أصدر هذا القرار، وأنا التزمت به رافضاً أن تحُول صداقتي مع جنبلاط دون تنفيذه، وهذا يسيء إلى الجيش، فقلت لحمادة: لديك حتى صباح اليوم التالي إذا صدر قرار عن مجلس الوزراء يمنعني من الدخول فلن أدخل، وإلا فأنا ماض في تنفيذ المهمة.. وهذا ما حصل، فأنجزت المهمة خلال يومين.
والإشكال الثاني مع جنبلاط كان عندما أصبحتُ رئيساً للجمهورية، وقررتُ أن أنتقل إلى قصر بيت الدين، فقالوا لي إنني لا أستطيع، لأن القصر قد أُجِّر من قبل وزارة السياحة، فأجبت بأنه لا يحق لأحد أن يؤجر بيت الرئيس، وفي أول تموز صعدت إلى القصر مع الحرس الجمهوري، فدخلت إليه ووجدت تمثالاً لكمال جنبلاط، فأمرت بإزالته وإعادته إلى النائب جنبلاط. فاتصلوا به وأخبروه، فاشتكاني للواء غازي كنعان. وبينما كنت أتناول الغداء برفقة زوجتي والعميد مصطفى حمدان في أحد مطاعم بيت الدين، اتصل غازي كنعان بمصطفى حمدان مستوضحاً عن الاستنفار الأمني المسلح في الشوف ضد الجيش، فقلت له: هذا الكلام غير صحيح، ما من مظاهر مسلحة على الطرق، فاعتذر كنعان وأقفل الخط. وعندما لم تنجح خطة جنبلاط اتصل بمصطفى مبدياً استعداده للمساعدة في الاعتناء بشجر القصر والموزاييك، وطالباً مني استقبال زوجته نورا لتنسيق حل مهرجانات بيت الدين، وكان لنا شاكراً.. هذا هو وليد؛ عندما يعجز عن تحقيق مآربه بالقوة، يأتي "من تحت".
1 comment:
could you please point out the source(newspaper?tvchannel?)of this very interesting and timely news?
Regarding the article of FP on Hezbollah,did you check the very pertinent first commentary that follows the article?
Thank you
Bonzai
Post a Comment