1 ـــــ يُنظر إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أنه قريب من قوى 8 آذار. لا أفكار جديدة لديه، ولا مبادرة مبتكرة في سياق معالجة الوضع الداخلي. ويعتقد الديبلوماسيون الأميركيون أنه ليس في وسع سليمان، في ظلّ الواقع الراهن في لبنان، اتخاذ قرار مهم......
كان الأبرز في لقاءات ميقاتي في نيويورك، اجتماعٌ لم يفصح عنه بينه وبين نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله، نجل الملك عبد الله ومستشاره.
2 ـــــ ينظر الديبلوماسيون الأميركيون إلى ميقاتي على أنه رجل 14 آذار على رأس حكومة تدين بغالبيتها لحزب الله وقوى 8 آذار، من دون أن يكون في صفوف الفريق الذي لا تزال واشنطن تعدّه حليفاً لها وتفضّله على رأس السلطة والغالبية في لبنان. ويستند الديبلوماسيون الأميركيون في تقويمهم لرئيس الحكومة إلى دعمه الملفات الساخنة التي تتعلّق بها قوى 14 آذار، وأخصّها دعم المحكمة الدولية وتمويلها وتنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما منها القرار 1701، والمحافظة على الاستقرار ومراعاة التوازن السياسي الداخلي كي لا يُخلّ لمصلحة القوى التي تمثل الغالبية، وإبقاء قنوات الحوار والاتصال مع الغرب مفتوحة.
يقولون أيضاً للشخصية اللبنانية الزائرة: لو كان الرئيس ميقاتي رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية عام 2010 لما أسقطت حتماً بعد انفجار الأزمات فيها، ولما وقع فقدان الثقة بين القوى التي كانت تتألف منها.
يضيف الديبلوماسيون الأميركيون، في معرض تحدّثهم عن تجربة ميقاتي في الحكم في الأشهر القليلة المنصرمة، إنه لم يُخطئ حتى الآن في مواقفه، أو يتعثر في قرارات اتخذها. ينظرون بإعجاب إلى أدائه المتوازن، ويرون ـــــ مقارنة مع سلفه ـــــ أن الحريري، على وفرة التأييد والدعم الذي مُحِضَ إياه، لم يكن مثار إعجاب مكتمل لدى الإدارة ي.
3 ـــــ تحرص واشنطن على الوثوق بما قاله لها رئيس الحكومة، وهو أنه سيقاتل في سبيل تمويل المحكمة انطلاقاً من موقفه المؤيد لها، ولتحقيق العدالة. يقول هؤلاء إن الإدارة سمعت من رئيس الحكومة، مباشرة وبالواسطة، أنه متمسّك بالتمويل ومبدياً استعداده لترك منصبه في حال أخفق في إقناع حكومته بتسديد لبنان حصته في موازنة المحكمة.
مع ذلك، يفضّل الديبلوماسيون الأميركيون، استناداً إلى وجهة نظر الإدارة، أن لا يُقدم ميقاتي على هذه الخطوة، وهم يدعمون وجوده في رئاسة الحكومة، ويريدونه كذلك.
يقود ذلك إلى تأكيد الإدارة موقفها من تمويل المحكمة، وإصرارها على تعهّد لبناني رسمي جدّي به غير قابل للنقض. وهي لا تقارب التمويل كحصة مالية فحسب يقتضي الإيفاء بها، بل التزام سياسي بكل قرارات المجتمع الدولي يؤكد لبنان من خلاله انخراطه في هذا المجتمع بإزاء ما يترتب عليه حياله.
ورغم تلاحق مواقف الخارجية الأميركية في واشنطن، والسفيرة مورا كونيللي في بيروت، والتهويل بعقوبات وإجراءات قاسية على لبنان في حال إخلاله بتمويل المحكمة، واقع الأمر تبعاً لما يقوله الديبلوماسيون الأميركيون للشخصية اللبنانية الزائرة، إن أياً من الطرفين المعنيين ـــــ وهما مجلس الأمن وواشنطن ـــــ ليس في وارد فرض عقوبات على لبنان من جراء عدم تمويله المحكمة، رغم تداعيات هذا التصرّف.
بيد أن ما يكشفونه أن إدارتهم لم تكن تتوقع الوصول إلى مخابئ المتهمين الأربعة باغتيال الحريري الأب وتسليمهم إلى المحكمة الدولية، ولا توهّمت بأن حكومة يرئسها الحريري الابن يسعها العثور عليهم وتسليمهم. يتحدثون أيضاً عن حماية لهؤلاء وتضليل لأسمائهم، وأن معلومات متوافرة لديهم تشير إلى أن اثنين من المتهمين الأربعة من أفراد حزب الله لا يزالون في لبنان، هما مصطفى بدر الدين وسليم عيّاش.
4 ـــــ ثمّة إصرار أميركي على إبقاء لبنان مستقراً ومحافظاً على ثباته الأمني، والحؤول دون أي ذرائع لزعزعته. ينبثق هذا الموقف من اعتقاد واشنطن بأن قضية لبنان ليست في سوريا، وهي تؤيد النأي به عن أي آثار للأزمة المتفاقمة هناك بين نظام الرئيس بشّار الأسد ومعارضيه. لكن المسؤولية المترتبة على لبنان احترامه هو الآخر الإجراءات والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأسد لحمله على التنحّي، وإجراء انتقال للسلطة بعد وقف موجة القمع والعنف.
No comments:
Post a Comment