Monday, September 13, 2010

"Syria reads strategically, while Lebanon's nomenklatura is content with crumbs..."

Jean Aziz in Al Akhbar:

أيّ تفسير لهذه التناقضات في المواقف، وفي موقع سوريا من أصحابها وحساباتهم وحساباتها؟

المناوئون لسوريا والمشكّكون في دورها اللبناني، يسارعون إلى إعطاء التفسير القديم الجديد: إنه مذهب دمشق في اللعب على التناقضات اللبنانية الممكنة، وفي إسماع كل زائر ما يحبّ سماعه، وفي اعتماد سياسة أن الأصدقاء والحلفاء تحصيل حاصل، والعمل الآن منصبّ على استمالة الآخرين. هكذا يشعر الحريري وجنبلاط وحتى وسام الحسن، في دمشق، بما تشعره هي لميشال عون وحسن نصر الله وجميل السيّد...

القريبون أكثر من دمشق، يرفضون هذه القراءة، ويسارعون إلى استبدالها بتفسير معاكس: إنها ذهنيّة بعض اللبنانيين، ومن كلا فريقي صراعهما ربما، قد عادت إلى التعامل مع سوريا بمنطق الاستقواء بها قوة خارجية على خصم داخلي. وهي الذهنيّة التي حكمت البلاد طيلة عقود، اليوم تعود إلى الوجهة السورية، علماً بأنها لم تختفِ يوماً، ولم تنطفئ أو تنكفئ. كل ما شهدته في حقبة الأعوام الخمسة الماضية أنها بدّلت وجهتها مع تبديل «الدبشك» من كتف إلى كتف...

يبقى تفسير ثالث يقوله بعض العارفين بحقيقة التفكير السوري اليوم. يجزمون بأن أهل القرار في دمشق سئموا مماحكاتنا، وملّوا ألاعيبنا والاستدراجات والمناورات. وهم في قراءتهم اللبنانية راهناً لا يتوقفون إلا عند «الاستراتيجيات». أما ما تبقّى فلا يعلق في الذهن السوري ولا ينعكس في أي فكرة أو كلمة أو خطوة. كيف يتجسّد ذلك لبنانياً؟ بالعودة الدقيقة إلى تراثنا اللبناني العريق، في أن نكون «شيئاً» أقرب ما يكون إلى مباراة ملاكمة سياسية من نوع «فول كونتاكت»، على حلبة بلا حبال.


No comments: