Sunday, June 13, 2010

Iranian & Turkish 'carte blanche' to Assad to break Iraq's governance' 'impasse'...

المالكي يتوسط عبد المهدي والجعفري خلال احياء ذكرى اغتيال محمد باقر الحكيم في بغداد (محمد أمين ــ رويترز)
Al Jaafari, Al Maliki & Abdel Mahdi..
Al Akhbar/ here

تتسارع خطى مفاوضات تأليف الحكومة في العراق، داخلياً وإقليمياً، على وقع الجلسة البرلمانية المقررة اليوم. استحقاق مفروض دستورياً يضع العراقيين والأطراف المعنية بهذا الملف أمام اختبار، الفشل فيه يعني استمرار أزمة الحكم في بلاد الرافدين إلى أجل غير مسمى.
الصورة في بغداد لا تزال ضبابية. من يستمع إلى أوساط قادة العراق، من مختلف أطياف القوس السياسي، فلا بد من أن يصاب بدوار حاد. شائعات واتهامات متبادلة تبنى عليها استراتيجيات تفاوض، سرعان ما يظهر أنها قد اصطدمت بحائط. حروب مستعرة على رئاسة الوزراء، تُستخدم فيها كل الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، في ظل وضوح إقليمي عنوانه الأبرز تفويض إيراني، تدعمه تركيا، للرئيس السوري بشار الأسد بتسمية رئيس الوزراء العراقي المقبل وضمان حقوق أهل السُّنة فيه، على ما تفيد المعلومات الموثوقة.
تطورات الأسابيع والأشهر الماضية بالغة الدلالة. أظهرت بما لا لبس فيه متانة العلاقة الاستراتيجية في ما بين إيران وسوريا وتركيا. مواقف الأخيرة في أكثر من ملف، يتقدمها الصراع العربي الإسرائيلي، إحدى الإشارات المهمة. علاقات انعكاساتها في العراق تُترجم تفاهماً مطلقاً، على الخطوط العامة، والتفاصيل، رغم الاهتمامات المختلفة لكل منها، بحسب مصادر وثيقة الاطلاع.
تركيز إيران يبدو منصبّاً حالياً على تحصين حديقتها الخلفية العراقية، في ظل هجمة غربية متواصلة عليها، تعبّر عن نفسها تارة بتشديد للعقوبات، وطوراً بقرع طبول حرب تحرض عليها إسرائيل. وكلاء الغرب في المنطقة، والعرب منهم على وجه الخصوص، يجهدون لمحاربة إيران في بلاد الرافدين. حراك سعودي أردني مصري على أكثر من مستوى، مالي واستخباري وإعلامي، يسعى إلى توظيف سُنّة العراق في هذا المسعى. طائفة، رأت طهران ـــــ على ما يظهر ـــــ أن الأسد هو الأقدر على التعامل معها، وعلى أن يكون المرجعية الصالحة لها. مرجعية تضمن حصول السُّنة، حسبما تصرّ طهران، على حقوقهم كاملة من دون الانزلاق إلى مغامرات لا تحمد عقباها، تهدد بإخراجهم من المعادلة السياسية العراقية.
أما بالنسبة إلى الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة، فقد فوضت طهران إلى الرئيس السوري اختيار من يرتئي منها أنه صالح لرئاسة الحكومة العراقية، معلنة موافقتها المسبقة على هذا الخيار أياً يكن. تفويض يبدو واضحاً أن تركيا تفهمت حيثياته وانضمت إليه. علماً بأن لا مشكلة لدى طهران مع أي من المرشحين لحكم العراق، وإن كانت تفضل شخصيات على أخرى، باستثناء إياد علاوي الذي يبدو أنه فوّت على نفسه فرصة طمأنة الهواجس الإيرانية تجاهه.
إذاً، بات الملف الحكومي العراقي ـــــ إذا ما نُظر إليه من زاوية إقليمية ـــــ في يد الأسد، الذي يتعامل معه ببراغماتية متناهية من دون أحكام مسبقة، على ما درجت عليه الدبلوماسية السورية. الأسماء المطروحة كلها واردة على جدول أعماله. وهو بالتأكيد لا ينظر إلى الأمور على أنها إما أبيض أو أسود. هو يلعب في المساحة الرمادية. لا بد من أنه يبحث عن شخصية تحقق قفزة نوعية لمحور الممانعة، وتحاكي المصالح السورية، مفترضاً سلفاً أنها جميعها شخصيات وطنية عراقية.
وفي ما يتعلق بتركيا، يبدو أن دورها في العراق كبير جداً، أكبر بكثير مما قد يتخيله البعض، سواء على المستوى الدبلوماسي أو على المستوى الاستخباري. صحيح أن الأتراك تبنوا ترتيب البيت السُّني، وكانوا عرابي الكتلة العراقية التي تألفت في منزل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. بل إن هذا الأخير تدخل بنفسه مباشرة، أكثر من مرة، لحل المشاكل التي واجهتها هذه الكتلة، وخصوصاً موضوع اجتثاث المرشحين البعثيين فيها. لكن الدور التركي يبدو، بحسب أكثر من جهة قيادية عراقية، بنّاءً وواقعياً. لا يتصرف الأتراك على أنهم طرف. يريدون علاقة مع الجميع، حتى الأكراد، ولا مانع لديهم في أي شخصية لترؤس الحكومة، علماً بأن علاوي كان حتى وقت قريب مرشحهم المفضل.

صحيح أن «العراقية» أُلفت في منزل داوود أوغلو، لكن الأتراك يتفهمون عوامل القلق الإيرانية

مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية، نسق الأتراك كاملاً حراكهم العراقي مع السعوديين في الوسط السُّني العراقي في الفترة التي سبقت وتلت هذا الاستحقاق. كان الأتراك يتولون التنظيم، فيما يتولى السعوديون التمويل. وقد دعموا، هم والسوريون والسعوديون والأميركيون، ترشيح علاوي. لكن الوضع اختلف اليوم،.
أين الأميركي في ظل هذه المعمعة كلها؟ يبدو أن إدارة باراك أوباما قد اعتمدت في تعاملها مع العراق سياسة الحد من الخسائر. هي مشغولة بأولويات أخرى. باتت تقبل بتقاسم العراق مع إيران على قاعدة أنها شر لا بد منه. بل لعلها تعتقد أن أمراً كهذا قد يكون مساعداً في ضمان انسحاباً مشرفاً لقواتها من بلاد الرافدين. لا شك في أن مرشحها المفضل هو علاوي. لكن عدم حصوله على هذا المنصب ليس نهاية العالم بالنسبة إليها. يمكنها أن تتعايش مع شخصية أخرى، على ما يبدو، شرط أن تضمن ألا تقلب الطاولة عليها فور خروجها المرتقب من العراق.
هذا إقليمياً. أما في بغداد، فإن الوضع مختلف. طرأت مشكلة خلال الأيام الماضية فرضت على الجميع الاستنفار تحسباً لاستحقاق اليوم. كان الكل يفكر ويجهد على مدى الأسابيع الماضية لحل معضلة رئاسة الحكومة. لكنهم تنبهوا فجأة إلى أن المطلوب واحد في الوقت الراهن، بنص دستوري: انتخاب رئيس للجمعية الوطنية. استحقاق لا يمكن الاستجابة له من دون التوافق على صفقة شاملة بين الكتل النيابية تشمل رئيس الجمهورية الذي يعين بدوره رئيس مجلس الوزراء.
تشير التوقعات إلى أن الجلسة الأولى اليوم ستعقد برئاسة النائب الأكبر سناً، لكنها لن تتمخض عن شيء على ما يبدو، إلا أنها لا بد من أن تطلق دينامية تفرض الاستعجال في التوصل إلى التسوية المبتغاة، وخصوصاً أن الأمور قد اتضحت في مسارها وعقدها.
المرشحون المطروحة أسماؤهم باتوا معروفين. نوري المالكي وإياد علاوي وعادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري، ولكل منهم نقاط قوة وضعف. الأول مرشح «دولة القانون» والثاني «العراقية» والثالث «المجلس الأعلى» والرابع التيار الصدري.

علاوي وسياسة الابتزاز

بات واضحاً أن علاوي خرج من اللعبة، هو الذي خاض المعركة تحت عنوان «إما أنا أو أي كان غير المالكي»، مع تفضيله لعادل عبد المهدي. لم يفهم أن الطريق إلى رئاسة الوزراء العراقية تمر بالنجف وقم. العقدة الإيرانية التي يعانيها هي أحد الأسباب. هناك أيضاً حقيقة تناقض المصالح بينه وبين لائحته. أولاً واقعة أنه شيعي يرأس قائمة سُنية. ثانياً، ذاك التوافق العراقي الذي يحرم رئيس الوزراء أي منصب سيادي آخر، بمعنى أن علاوي إذا تولى هذا المنصب، فإن أياً من مكونات كتلته، من طارق الهامشي وأسامة النجيفي وصالح المطلق ورافع العيساوي، لن يحصل على شيء، علماً بأن هؤلاء يدركون أنهم إذا فاوضوا كطائفة سُنية فإنهم سيحصلون على الحصة المخصصة لهم من الكعكة كاملة. فضلاً عن حقيقة أنه يسعى خلف مقعد مخصص للشيعة، فيما كتلته لا تضم سوى 11 نائباً شيعياً.
تصريحاته الجديدة عن محاولة إيران اغتياله سياسياً وجسدياً تبدو لافتة وتعني أمرين: إما أنه يرى أن مراكبه كلها قد احترقت وما عاد لديه شيء ليخسره، فتراه يحاول تأدية دور البطل الوطني الشهيد، أو أنه يمارس سياسة ابتزاز في محاولة أخيرة لاستدرار الرضى الإيراني المفقود. وفي هذه الحالة يكون يلعب الورقة الخطأ في وقت أكثر ما يحتاج إليه هو المصالحة وتطبيع العلاقات بينه وبين طهران..

No comments: