Wednesday, May 19, 2010

جنبلاط يُصالح لحّود... وينتظر توضيحاً من حمادة

Thaer Ghandour in Al Akhbar/ here

يُبادر النائب وليد جنبلاط إلى استكمال مصالحاته اللبنانيّة، فيتصّل بالرئيس إميل لحود وينوي زيارة فيصل الداوود، في ظلّ انقطاع علاقته بالنائب مروان حمادة. أمّا عربيّاً، فيعمل لحشد دعم عربي لسوريا في حال اعتداء إسرائيلي عليها

ثائر غندور
وسط النقاش عن زياراته العربيّة وما دار فيها، يحمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط هاتفه ويطلب إلى مساعده: «اطلب لي الرئيس إميل لحود». نحو ست سنوات من الانقطاع بين الجانبين، أراد أن يُنهيها جنبلاط، بتواصل مباشر مع رئيس الجمهوريّة السابق، بدون أي وسيط. أمامه كتابٌ للباحث الباكستاني أحمد رشيد «النزول إلى الهاوية»، يحمله ويقول: «سأرسل له هذا الكتاب هديّة». تأخّر التواصل قليلاً لأن لحود كان في اجتماع، ثم عاود الاتصال بجنبلاط الذي قال له: «لا نُريد أن نكون أسرى الماضي، فالمستقبل أمامنا». مقرّبون من الرئيس لحّود أكّدوا أن الاتصال كان إيجابياً وودوداً، و«خصوصاً أن جنبلاط ترجم خطابه السياسي بخطوات عمليّة، وهذا هو المهم».
جنبلاط الذي يُنهي سلسلة مصالحاته، وهو سيلتقي النائب السابق فيصل الداوود عندما يزور راشيا، رداً على اتصال أجراه به الداوود، لم يبقَ بدون خلافات سياسيّة. إنه النائب مروان حمادة. «العلاقة مقطوعة معه حتى يُصدر توضيحاً يقول فيه إنه لا علاقة له بما كتبه علي حمادة عن الإذعان»، يقول الرجل ثم يُضيف: «تحمّلت مروان كثيراً. عندما ذهب إلى لقاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار وقال إن هناك خطوطاً حمراء، رددنا عليه ببيان مهّذب، فإذا به يُخاطبني بالواسطة عبر علي حمادة، ثم يسافر. أنا أنتظر توضيحاً إذا كان غير موافق على ما كتبه شقيقه».
عدا مصالحات جنبلاط، لا يزال الرجل مُحافظاً على منسوب مرتفع من التشاؤم تجاه الوضع اللبناني. يُكرّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إن سبب التشاؤم هو وجود المحميّات السياسيّة والاقتصاديّة الممنوع على أحد الاقتراب منها، «هل يُمكن محاربة سرقة الأملاك البحريّة أو هيمنة المصارف على الاقتصاد اللبناني؟».
هذا التشاؤم الجنبلاطي يُكسَر بموقف إيجابي تجاه وزير الاتصالات شربل نحّاس، ومشروعه الإصلاحي، إن في وزارة الاتصالات أو في الملف الاقتصادي الاجتماعي عموماً. فبعدما صدر بيان عن الحزب التقدمي الاشتراكي متضامناً مع نحّاس في وجه الحملة عليه، التقى جنبلاط ونحّاس طويلاً، ثم أبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري بأن نحاس «شاب ممتاز». يؤكّد جنبلاط أنه يُريد حماية نحاس من الداخل كما من الخارج (عبر إصدار البيان)، وسيعمل على دعم الطرح الاقتصادي لنحّاس... «قدر الإمكان».
لكن جنبلاط لا يتحدّث كثيراً عن علاقته بالحريري، ولا عن علاقة الأخير بسوريا، «فأنا لا أتحدث عن غيري». إنما هو ينقل ما قاله له الحريري منذ يومين عندما التقاه، عن أن الأميركيين يتصلون به ويسألونه عن سلاح حزب الله، «قال لي الحريري بأنه أجابهم: أوقفوا الخروق الجويّة أولاً، ثم نحكي بالموضوع». هذا الردّ يرى فيه جنبلاط إشارة إيجابية. ويؤكّد أن زيارة الحريري لدمشق قبل واشنطن جيّدة ومهمّة. أما في ما يخصّ الرئيس ميشال سليمان، فلا يزال الرجل عند موقفه بضرورة إعطاء رئيس الجمهوريّة مزيداً من الصلاحيّات ليستطيع أن يكون له دور، «فهو اليوم رئيس المكتب السياسي للطوائف التي تُديرها الديموقراطيّة التوافقيّة».
بالعودة إلى الجولة العربيّة لجنبلاط، إلى السعوديّة والأردن والكويت، يقول الرجل إن هذه الجولة عاديّة وروتينيّة، «فعلاقتي بملك السعوديّة تعود إلى عشرات السنوات عندما كان قائداً للحرس الوطني يوم رافقت كمال جنبلاط إلى السعوديّة، وعلاقتي بأمير الكويت قديمة وتعود إلى عام 1981، كما كان من المفترض أن أزور الأردن قبل أيّار 2008». ويؤكّد جنبلاط أنه سعى إلى حشد دعم عربي لسوريا في حال حصول اعتداء إسرائيلي عليها.
تسأله: هل أصبحت وزير خارجيّة سوريا؟ يُجيب الرجل: «لا أحب هذا التوصيف، أنا استعدت ثوابتي التاريخيّة المعروفة». ويؤكّد أنه سمع هذا الدعم في جولته في الدول العربيّة الثلاث، من دون أن يملك معلومات عن تحضيرات إسرائيليّة لحرب على لبنان أو سوريا أو الدولتين، «بل عندي تحليل».
ويلفت إلى أنه سمع تشديداً من الملك الأردني عبد الله الثاني على ضرورة دعم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، «لأن فشلها يعني أن الأميركيين سيسحبون يدهم من المنطقة، وهو ما يفتح الباب أمام الحرب»، بحسب ما سمع جنبلاط من ملك الأردن. ويُشير جنبلاط الذي يتحدّث عن المفاوضات بتهكّم، إلى الدور الأميركي السلبي في المنطقة، الذي أجهض الاتفاق الإيراني ـــــ التركي ـــــ البرازيلي. لا يدخل جنبلاط في تحليل الكلام الأردني، الذي يحمل في طيّاته تحديداً غير مباشر، وخصوصاً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تخلّى عن المطالبة بوقف الاستيطان الصهيوني، ما يجعل المفاوضات غير المباشرة في خطرٍ كبير.
وعند سؤاله عمّا إذا نقل رسائل بين حزب الله والسعوديّة أو سعى إلى سماع وجهات النظر، يؤكّد الرجل أنه لم يتدخّل في هذا الموضوع أبداً، أمّا في خصوص العلاقة السعوديّة ـــــ السوريّة، «فيكفي أني سمعت الملك السعودي يصف الرئيس بشار الأسد بولدي وأخي بشار»، معتبراً أن هذا الكلام إشارة إلى حسن العلاقة بين البلدين.


No comments: