طيلة ثلاثة أسابيع استمرت تلك المحاولات، حين بات مؤكداً لدى أقطاب المعارضة، أن النيات غير سليمة، وأن المضمر مغاير للمعلن.
فجأة، سجل تطور جديد: رئيس الجمهورية يسأل بطريقة مباشرة عن الأسماء. كانت الصدمة كبيرة، هل ينسّق الحريري خطوته مع بعبدا؟ هل يذهبان معاً في «المغامرة» كما سمّاها وتحدث عنها نهاد المشنوق؟ استفسرت أوساط الرئيس بري عن الموضوع، فكان جواب بعبدا لممثل عين التينة هكذا سهّل عملية التأليف. فالعديد من الأسماء، لا بل غالبيتها، لم يعد سراً. فلنتبادلها، بما يمهّد للتصور الأولي حول توزيع الحقائب. لم تتجاوب المعارضة. لكن الخطوة المستجدة فتحت بعداً جديداً لفهم الأهداف الممكنة، ليست المسألة إذاً أن الحريري يدفع نحو المأزق، لإيجاد مخرج لائق له: قدمت اقتراحاً رفضه الجميع. لذلك أنا أعتذر. وفيما الكلام كثيف من حوله، عما إذا كان ثمة من غشّه أو خدعه أو تخلّى عنه، أو بدّل رأيه في الخارج،
انتقل التحليل إلى سيناريوهات أخرى: يفجّر الحريري قنبلته بالتنسيق مع الرئيس. فتتحقق أهداف عدة: أولها وضع إطار للتفاوض حول التشكيلة الحكومية، وهو ما تمثله مسوّدة بيت الدين. من الآن فصاعداً، يضمن البحث والمساومة «والبازار» ضمن خطوطها العامة. ثانياً، يتعزز موقع ميشال سليمان. فمن جهة يصير ملاذاً للمعارضة لضمان عدم الموافقة على اقتراح الحريري. ومن جهة أخرى، يصير تدخله في التأليف دستورياً، بموجب المادتين 53 و64 من الدستور. وثالثاً يدفع الخارج إلى الحركة بفاعلية أكبر، للحؤول دون الانفجار، علّ حركته تثمر الانفراج المطلوب. مساء أول من أمس، عرض الحريري فكرته على جنبلاط. فبادره الأخير: «شو عم تعمل؟»، أجابه الحريري: «إنه السبيل الوحيد لإعادة إحياء التوافق السعودي ــــ السوري».
هل تنجح؟ لكن ماذا لو لم ...؟
No comments:
Post a Comment