Wednesday, April 8, 2009

Mohamad Safadi: "The Kataeb are 'invading' Tripoli, bastion of Arab nationalism ..."

Al Bayan here
هذه الاريحية والشهامة والتعالي على الجراح، خلقت إنطباعاً خاطئاً عند حزبي الكتائب والقوات بأن طرابلس أصبحت مدينة بلا حراس، وأن شعبها أصب مستسلماً يؤمر فيطيع، وأن عروبة طرابلس أصبحت لدى أهلها كابوساً من الماضي، وقد حان وقت غزوها وتسخيرها بفجاجة وإستخفاف لكي تفبرك لهذين الحزبين نواباً يعجزون عن ضمان نيابتهم في مناطقهم. ولكي يضعوا يدهم على مقعد نيابي هو حق شرعي لأهل طرابلس لجأوا الى الحيلة التالية: قالوا نختصم فيما بيننا على المقعد الماروني في البترون، ونتصلب في مواقفنا حتى نوصل هذا الخلاف الى حافة أزمة كبيرة داخل 14 آذار، فيأتي زعيم تيار المستقبل الذي يمون على طرابلس وأهلها، فيعطينا هذا المقعد فنضرب عصفورين بحجر: نقصي الوزير جان عبيد ونبعده عن البرلمان، ونربح مقعداً نيابياً عجزنا عن الإستيلاء عليه ونقله من طرابلس الى البترون

ولكن لمن يكون هذا المقعد: للكتائب أم للقوات؟ قالت القوات للكتائب: إن أهل طرابلس لن يقبلوا قواتياً نائباً عن طرابلس، على الأقل لسببين: اولاً لأننا متهمون لديهم بقتل زعيم كبير من زعمائهم هو الشهيد المرحوم رشيد كرامي، وثانياً لأن الطرابلسيين لن ينسوا الأموال الطائلة التي "شلحناهم إياها على حاجز البربارة والتي بلغت مئات ملايين الليرات دفعوها من اللحم الحي وفي أسوأ الظروف، خاصة وأن مرشحنا انطوان زهرا كان هو نفسه المسؤول عن حاجز البربارة، ولذلك نقترح عليكم أن تبادروا انتم بالاستيلاء على هذا المقعد حتى لا يضيع المقعد من أيدينا ويعود الى جان عبيد

.

وهكذا كان، وتم الإتفاق أخيراً على مصادرة المقعد النيابي الطرابلسي لحساب حزب الكتائب، وفركوا أيديهم مسرورين لأن مقعد طرابلس مضمون لهم أكثر بكثير من مقعد دائرة البترون الذي ينازعهم عليه جبران باسيل.

وقع الخبر المشؤوم على الطرابلسيين وقوع الصاعقة، وغضبوا غضباً شديداً وثارت ثائرتهم من هول أن تصبح طرابلس في زمن السوء هذا مصنعاً ينتج لحزب الكتائب نواباً في البرلمان. أن أهل طرابلس يعرفون جيداً أن حزب الكتائب هو حزب طائفي بإمتياز، وهو حزب المسيحيين من اللبنانيين لا حزب اللبنانيين جميعاً. وهو حزب طالما قاوم العروبة وتنكّر لها على مدى تاريخه، وهو في مرحلة من المراحل تعاون مع إسرائيل عدوة لبنان والعرب، وأخذ منها السلاح. فكيف يتجرأ أن يغزو مدينة العروبة والنضال، مدينة طرابلس المجاهدة المعروفة بإحتضانها لمشروع الوحدة العربية، المدافعة دائماً عن حرية الأمة العربية والمقاتلة دائماً لخلاصها.

إن طرابلس لن تتنكر لعروبتها وتاريخها وماضيها.

ليس في مدينة طرابلس كتائبي واحد ولا قواتي واحد،. .....ليعلم حزب الكتائب جيداً أن هذا الأمر الخطير الذي يعتبره الطرابلسيون من الكبائر، لا يمون فيه أحد على أهل طرابلس. سيسقط سامر سعادة سقوطاً مدوياً، وسيتلقى حزب الكتائب درساً لن ينساه لأنه تجاوز كل حد، وتخطى الخطوط
الحمراء التي لا يسمح أهل طرابلس لأحد بتجاوزها.

وفي الختام هناك كلمتان نوجههما الى رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري والى السيد جان عبيد. نقول أولاً لجان عبيد: إن طرابلس الوفية لعروبتها ومبادئها وشرفها لا يمكن ولا يمكن ومن سابع المستحيلات أن تستبدلك بمرشح حزب
الكتائب، . ..........إطمئن يا جان عبيد فان طرابلس التي ربتك واحتضنتك لن تخذلك إن شاءالله

وكلمتنا للشيخ سعد الحريري نقولها بكل صدق وصراحة: . .......إننا نريد أن نحالفك ولا نريد أن نخالفك، ونريدك أن تعلم على وجه اليقين بأن أهل طرابلس اهون عليهم أن يقطعوا أيديهم من إبطهم، من أن يتعلقوا بأذيال حزب الكتائب ويمشوا في ركابه، وينتخبوا أبن رئيس الكتائب نائباً عن مدينتهم. ....لن ننتخبه يا شيخ سعد...لن ننتخبه..لن ننتخبه مهما اشتدت علينا الضغوط، ونؤكد لك أننا بعد أن خسرنا كل شيء، وفقدنا العدل والإنماء، واصبح معظم أهل طرابلس فقراء بعد زمن طويل من الإزدهار والبحبوحة والغنى، بعد كل الذي خسرناه وفقدناه، ما تزال لدينا الكرامة والشرف والكبرياء، ونحن لا يمكن أن نفرط بهذه القيم التي أورثنا أياها الأجداد ولو أنتصبت أمامنا المشانق.

هيهات منا الذلة...هيهات منا الذلة...هيهات منا الذلة.

No comments: