It's like a few knew of these 'visits', but thought Assef Shawkat's & Ali Al Mamluk's visits... were better left for ...today. ...Nicholas Nassif, in Al Akhbar, here
لم تنقطع في الأشهر الأخيرة الاتصالات المباشرة بين مسؤولين أمنيين سعوديين وآخرين سوريين تناوبوا على الزيارات بين البلدين بهدفين متلازمين: تنسيق التحرّك الأمني وتبادل المعلومات حيال النشاطات الإرهابية، وتسهيل عودة الروح إلى الاتصالات السياسية المجمّدة بسبب وجود أكثر من وجهة نظر متعارضة مع أخرى داخل فريق الحكم في كلّ من البلدين، بين مبرّر للقطيعة وداع إلى تجاوزها. ولم تكن زيارة مدير الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز لدمشق في 15 شباط، ونقله رسالة من الملك إلى الأسد، ومنه أخرى شفوية جوابية إلى عبد الله إلا تتويجاً لسلسلة من الزيارات والاتصالات السابقة، بينها زيارة غير معلنة قام بها مسؤول سوري رفيع المستوى إلى الرياض. وهو أمر كشف مستوى التنسيق بين جهازَي استخبارات البلدين اللذين لم ينقطعا عن التواصل إلا قليلاً، إلى أن حتمّت المصالح المتبادلة إعادة تعاونهما. وفي ذلك مغزى التقدّم والانتقال بالمصالحة السعودية ـــــ السورية من بعدها الأمني إلى السياسي والشخصي.
وكان للبعد الاخير تأثير مقرّر في القطيعة قبل ثلاثة أعوام ثم في طيّ صفحتها.لكن المطّلعين على المسار الجديد لعلاقات
البلدين يتحدّثون عن دور إيجابي وبنّاء ساهم في المصالحة اضطلع به السفير السعودي السابق في بيروت عبد العزيز خوجة قبل تعيينه أخيراً وزيراً للإعلام والثقافة في الحكومة السعودية المعدّلة، بشكل حمل مسؤولاً أمنياً سورياً رفيع المستوى على
الإشادة بخوجة، قائلاً إنه قام بدور مهم في إعادة علاقات البلدين إلى طبيعتها وكان حرياً أن يضطلع بهذا الدور نظيره في دمشق، المعنيّ أساساً بهذه المهمة. بيد أن المسؤول السوري لم يتردّد في عزو الأمر إلى قرب السفير الوزير من الملك كأحد أبرز الموثوق بهم لديه.
وجود ترابط ملموس بين الحوار السعودي ـــــ السوري والأميركي ـــــ السوري، بشقّيه السرّي والمعلن، وبدا أن كلاً منهما يتناغم مع الآخر في توقيته قبل الخوض في تفاصيله، كما أن الحوارين يتقاطعان عند إجراء مراجعة جديدة لعلاقات واشنطن والرياض بدمشق وتسليمهما بدورها المحوري في استقرار المنطقة. وقد لا يكون من باب المصادفة تزامن المصالحة السعودية ـــــ السورية مع خطوات لافتة على صعيد انفتاح واشنطن على دمشق والرهان ـــــ في مرحلة أولى على الأقل ـــــ على محاورتها بلا نظرات جاهزة سوى الرغبة بأن يفضي هذا الحوار إلى نتائج مجدية. وقد لا تكون زيارة أربعة وفود أميركية تمثّل الكونغرس ومجلس النواب الأميركيين لدمشق، في غضون أسبوعين، والاجتماع بالأسد هي الحدث فحسب، بل أيضاً سلسلة المواقف التي أطلقت من العاصمة السورية لتأكيد ضرورة مباشرة حوار أميركي ـــــ سوري قريباً وفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين. لكن المهم في ذلك كله أن ما يقال عن سوريا خارج أراضيها لا يُكرّر أمام مسؤوليها علناً. فرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس جون كيري أسهب في بيروت في الكلام عن سوريا وتوجيه الانتقاد إليها، محاولاً استرضاء قوى 14 آذار. إلا أنه لم يذكر مثل هذا الكلام أمام المسؤولين السوريين الذين اجتمع بهم. لم يدعُهم جهاراً ـــــ كما فعل في بيروت ـــــ إلى المساعدة في تجريد حزب الله من سلاحه، ولا قال إن على سوريا احترام استقلال لبنان وسيادته وتغيير سلوكها واتّباع الأقوال بالأفعال، الأمر الذي عكس ازدواجية في المواقف الأميركية بين توجيه رسائل إعلامية هي أقرب إلى الدعاية والاستهلاك الإعلامي، والخوض جدّياً في حوار مع دمشق قال كيري إن إدارته تستعجله، وهي لا تريد أن تملي على سوريا ما تفعله، مسجّلاً ـــــ في بيروت كما في دمشق ـــــ انتقاداً للإدارة السابقة
No comments:
Post a Comment