Tuesday, January 27, 2009

Michel Sleiman ... "the Decider" wannabe...

لكن لميشال سليمان حجته الأخرى في ما يقوم به. مثلاً، هو مقتنع بأنه أدّى دوراً مركزياً ومحورياً في ترتيب العلاقات بين سوريا وفرنسا، وربما هو مقتنع بأنه هو من أقنع الرئيس نيكولا ساركوزي بالتوجه إلى دمشق ومحاورة الرئيس بشار الأسد. ثم هو يعتقد أنه يقوم بجهد مرئي ومسموع في ما خص العلاقات العربية ـــــ العربية، ويريد أن يقنع نفسه ثم بقية الناس بأنه في موقع ندي مع كل نظرائه العرب ويمكنه صياغة موقف وسطي أيضاً يسمح بتلاقي المتخاصمين من العرب على ملفات تتجاوز لبنان حجماً وقدرة ودوراًلكن هذا الكلام يخفي ما هو أهم بالنسبة لرئيس الجمهورية. ثمة من أقنعه بأن سوريا قبلت به رئيساً لأنه ليس لديها خيار، وبالتالي فهي ليست في موقع مطالبته بالمقابل، بل هو يتصرف على أساس أن لمصر والسعودية في ذمته أكثر من الآخرين، وعندما يتاح له التعبير عن رأيه كما يرغب، يعود محتجاً إلى طريقة استقبالسوريا للعماد عون، ربما كان سليمان ينتظر أن يخرج الشارع السوري بعفوية أو بقرار لاستقباله عند الحدود ولا يفعل ذلك لميشال عون، إذ إنه هو رئيس لبنان لا الآخرون، ثم ما يلبث أن يتذكر أن سوريا اهتمّت أيضاً باستقبال مميز لقائد الجيش العماد جان قهوجي. كيف يحصل ذلك مع موظف برتبة قائد للجيش، وكأنه نسي كيف عُيّن قائداً للجيش، وكيف تعامل معه السوريون خلال وجودهم في لبنان وبعد ذلك، ثم إنه يفسر كل انتقاد له بأنه رسالة سورية، وعندما يكثر من الكلام عن العلاقات العربية ـــــ العربية، يتحدث كأنه رئيس لدولة في أميركا اللاتينية، وهكذا فعل عند انطلاقة البحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة. تصوّر أن لبنان خارج ما يحصل، ونسي وهو قائد الجيش العارف، أن غزة موصولة بالرحم بالمقاومة في لبنان، ونسي أن سوريا هي المقر السياسي لقوى المقاومة ضد إسرائيل، اللبنانية منها والفلسطيني واعتقد لوهلة أنه يمكنه التوفيق بين موقف عام يدين العدوان، وحياد إزاء ما يجب على العرب القيام به لمواجهة إسرائيل.وربما أغمض عينه متجاهلاً أنه قبل عامين لا أكثر، كانت الطائرات الإسرائيلية نفسها وإيهود أولمرت نفسه يرتكبان الجريمة نفسها في لبنان، ولم يحرك العرب أنفسهم ساكناً، بل تورّط بعضهم في الحرب كما فعلوا في الحرب على غزة. ثم يعود سليمان ويتصرف وفق نظرية الحياد، تماماً كأنه عضو في فريق 14آذار، وكأن أحد كتبة هذا الفريق هو من نص عليه خطابه العام، الذي لا يعكس شيئاً إلا الاستقالة من دور لبلد لديه الرصيد الكبير في مواجهة إسرائيل، إلى حدود أن أمير قطر حمد بن خليفة اضطر لتذكير الرئيس سليمان بأنه رئيس لبلد قاوم إسرائيل وهزمها. ومع ذلك فإن سليمان لا يزال مقتنعاً بأن فعله هو عين الصواب.

No comments: