Tuesday, November 11, 2008

Syria regains its 'satisfaction' with Lebanon's Foreign & Security policies ....

Nicholas Nassif in Al Akhbar, here

أن سوريا استعادت ما كانت فقدته في السنوات الثلاث المنصرمة بإزاء نشاطات
تجسّدها ثلاث وزارات سيادية هي الخارجية والداخلية والدفاع الوطني. وبعد إعلان
التبادل الديبلوماسي واتفاق الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد في قمة دمشق على
تنسيق مواقفهما في الاستحقاقات الإقليمية وفي السياسة الخارجية بما لا يشكل تهديداً
من أحدهما للآخر، وبعد فتح قنوات التعاون والتنسيق العسكري بين جهازي استخبارات
البلدين على أثر زيارة مدير الاستخبارات العميد الركن إدمون فاضل لدمشق الشهر
الماضي، أتت زيارة وزير الداخلية كي تستكمل بها سوريا الحلقات الثلاث المترابطة
التي أولتها لسنوات طويلة قبل دخولها لبنان وبعده ـــــ ولا تزال كذلك ـــــ أهمية
بالغة في تعاطيها مع هذا البلد سلباً أو إيجاباً.
وهكذا ظلّ الشعار التاريخي الذي لا ينضب في
الأنظمة المتعاقبة في سوريا، أن لبنان يمثّل باستمرار مصدر تهديد لها أياً تكن
سياساته الخارجية والأمنية والعسكرية. وهذه الملفات الثلاثة هي أوّل مَا حاورت به
الرئيس اللبناني على طاولة تطبيع علاقات البلدين، وقرنت استعادة الثقة بإحراز تقدّم
فيها. والواضح أن سليمان استبق تلك الإشارات عندما تحدّث بعد أول لقاء بينه وبين
الأسد في باريس في تموز عن أنه لا حاجة إلى تطبيع علاقات البلدين. كان بذلك يوحي
للسوريين بإدراكه مكامن الضعف والخلل في هذه العلاقات،
ويميّز بين تطمينه دمشق إلى
السياسات الثلاث وبين النأي بها عن التدخّل في تفاصيل الشأن اللبناني.
ثانيها،
عكس الارتياح الذي تحدّث عنه الأسد إلى الاستقرار في لبنان حقيقة ما يريده
علاقته بهذا البلد، وهو المثلث السيادي الذي تجسّده السياسات الخارجية والأمنية
والعسكرية. ورغم أن موقف الجيش من سوريا لم يستدر ولم يتغيّر في السنوات الثلاث
المنصرمة، ولم يقطع صلة الاتصال المباشر ولا التعاون والتنسيق مع الجيش السوري،
فإن
السياستين الخارجية والأمنية استدارتا على نحو غير مسبوق
. وبعدما كانتا في يد سوريا
إبّان وجود جيشها في لبنان، قلبت حكومة الغالبية بين عامي 2005 و2008 السياسة
الخارجية ودور قوى الأمن رأساً على عقب، فانخرطا في المواجهة المباشرة لوضع حدّ
لتدخل سوريا في الشؤون اللبنانية. قاد الرئيس فؤاد السنيورة ـــــ لا الرئيس إميل
لحود إبان ولايته ثم في اعتكافه ثم بعد انتهاء ولايته ـــــ الديبلوماسية اللبنانية
بدقائقها كاملة، وكان الوزير الوكيل طارق متري لا الوزير الأصيل فوزي صلوخ المعبّر
الوحيد عن ديبلوماسية قوى 14 آذار. لا بل اختصر السنيورة مسار الوسائط، وعدّ
السياسة الخارجية للبنان والعلاقة مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن شغله الشاغل
لتمكين الغالبية من كسب معركتها السياسية والديبلوماسية على سوريا
. ولم يسعه أن
يفعل ذلك كله إلا على أنقاض الطريقة التي أديرت بها الديبلوماسية اللبنانية في
الحقبة السورية. كذلك حال السياسة التي اتبعتها آنذاك وزارة الداخلية وقوى الأمن
الداخلي لاستكمال عناصر المواجهة من خلال السيطرة على الأرض، ومنع أي دور سوري من
التوسّع
. كانت تلك أيضاً حجة الغالبية لوقف مسلسل الاغتيالات والتفجيرات.

No comments: