وإذا كان اللقاء قد شكّل خطوة تمهيدية لموقف الشعّار الذي أطلقه بعد انتخابه مفتياً، لناحية نيّته «إقامة مجلس أمناء يضمّ جميع الجمعيات الإسلامية والحركات الدّينية والعاملين في الحقل الإسلامي»، فإنّه أظهر في المقابل مواقف سياسية متمايزة داخل التيّار السلفي، يمكن اعتبارها أكبر من انتفاضة داخلية، إنْ لم تكن انقلاباً على مفاهيم وانطباعات عديدة تكوّنت عن التيّار السلفي بمختلف مشاربه.
فرئيس «وقف الإمام البخاري» في عكّار الشيخ سعد الدين الكبّي رأى أنّ «أهم أسس الدعوة السلفية هي منع الخروج على الحكّام وقتالهم، وعدم تدخّل العامّة في هذا الشأن، حرصاً على عدم إثارة الفتن»، أمّا رئيس جمعية «دعوة الإيمان والعدل والإحسان» والمشرف العام على «معهد الدعوة والإرشاد» الدكتور حسن الشهّال فقد شدّد على أنّ «السلفية هي الوسطية الحقة»، لافتاً إلى أنّ «أهل السُنّة والجماعة يمرّون هذه الأيّام في ظروف عصيبة».
في موازاة ذلك، أكّد رئيس مجلس أمناء «وقف التراث الإسلامي» الشيخ صفوان الزعبي أنّ الهدف من اللقاء «إظهار الوجه الحقيقي المعتدل للدعوة السلفية، وأنّها جزء من مشروع الدولة، لا تخرج عن الإطار العام لدار الفتوى»، مشيراً إلى أنّ توقيت انعقاد اللقاء يعود إلى «بروز حالات ناتئة في الوسطين الإسلامي والسلفي، تتقاطع مصالحها مع بعض التيّارات السياسية اللبنانية، بغية إظهار التشنّج والتوتر لإخافة الآخرين، بينما نحن نشدّد على مبادئ الاعتدال والوسطية، وإرساء الأمن في المجتمع».
غير أنّ ما لم يقله «السلفيون الجدد» صراحة، أوضحته لـ«الأخبار» أوساط متابعة، فقالت إن السلفيين «يرفضون الزجّ بهم في الصراع السياسي الدائر، وأن يُتخذوا «فزّاعة» في وجه أحد، فهم عملوا سابقاً وما زالوا على إظهار اعتدالهم وبُعدهم عن التطرّف والإرهاب».
وفي الوقت الذي وجّهت فيه الأوساط السلفية انتقادات شديدة اللهجة إلى الشيخ داعي الإسلام الشهّال معتبرة أن حركته «طارئة ويدعمها تيّار المستقبل بهدف تعويم نفسه، بعدما همّ نجمه بالأفول»، لفتت إلى أنّ «مصالح المستقبل تتقاطع مع تنظيم «القاعدة» ومؤيديه في لبنان، تحت حجّة الوقوف في وجه الفرس والشيعة ودولتهم المنتظرة»، مؤكّدة أنّ «الساحة السلفية أوعى من أن تستغل أو تتورّط في معركة ليست من صنعها، وسيستفيد منها تيّار علماني، أبعد ما يكون عن السلفية وعن الالتزام الديني».
إلا أنّ الأوساط ذهبت بعيداً في انتقاد المستقبل، وهو أمر لم تعتبره مفاجأة، «لأنّ كلاماً قاسياً أبلغناه لقادته في جلسات ضيقة، لفشلهم في قيادة الشارع السُنّي، ودفعه نحو الهاوية، فأدخلوه في صراع مع السوريين بعد تحالفهم مع حزب الله في انتخابات 2005، قبل أن يدخلوا في صراع جديد مع حزب الله، مما أربك الساحة السُنّية، ودفع العديد من زعمائها ونخبها السياسية والفكرية والدينية إلى الاعتراض على مسلكه السياسي».
وعن أسباب ابتعادهم عن المستقبل «رغم أنّنا أيّدناهم انتخابياً»، أوضحت الأوساط أنّ ذلك أتى «نتيجة توصّلنا إلى اقتناع بأنّهم لا يصلحون للحرب ولا للسلم؛ ففي الحرب هم جبناء، وفي السلم لا يفكرون إلا في مصالحهم، عدا أنّهم أصبحوا تيّارات تتجاذبهم صراعات داخلية حادة».
وأكّدت الأوساط «لن نعادي المستقبل، إلا أنّنا لن نسلّمه قيادة الطائفة السُنّية «على عماها». فالاتصالات معه قائمة، والنقاش بيننا مستمر، وقد انطلق أساساً من نقطة اعتراضنا على سعيه لإنشاء ميليشيا سُنّية، تحت اسم «الأفواج» أو «فرع المعلومات»، إلا أن «سقوط» بيروت كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وفشل تجربتهم فشلاً ذريعاً أوصل علاقتنا بهم إلى هذه المرحلة».
وسخرت هذه الأوساط من التخويف من أنّ «السلفيين والمتشدّدين سيرثون المستقبل إذا سقط»، وقالت: «إنّنا غير مؤهلين لقيادة الشارع السُنّي، ولسنا مستعدين للدخول في صراع على السلطة، لأنّها آخر همّنا، بل ندخل فقط في صراع للدفاع عن وجودنا كسُنّة»، »
وإذ قالت هذه الأوساط: «نيّتنا إجراء حوار مع حزب الله، وحتى مع السوريين لاحقاً، ولو عادوا إلى لبنان لأيّدناهم انطلاقاً من مبدئنا بعدم الخروج على الحاكم، علماً بأنّ تواصلنا مع الطرفين لم ينقطع»، أشارت إلى أنّ «عدم الصدق وانعدام الثقة تسبّبا بوصول العلاقة بين المستقبل وحزب الله إلى ما هي عليه، وأنّه يجب توافر عناصر الصراحة والوضوح وتقدير هواجس الآخر وتطمينه في أي حوار لإنجاحه»، مؤكّدة أنّ «أيّ حوار بيننا وبين الحزب سينجح».
ونفت الأوساط إمكان أن «تضغط السعودية علينا لردعنا عن توجّهنا، أو المونة علينا، لأن أغلب دعمنا المالي والرعائي نستمده من الكويت، ولكن نسأل: إذا عادت العلاقات بين سوريا والسعودية إلى طبيعتها، فماذا سيكون موقف المستقبل والنائب سعد الحريري خصوصاً إذا طلب منه زيارة دمشق والتفاهم مع السوريين؟».
فرئيس «وقف الإمام البخاري» في عكّار الشيخ سعد الدين الكبّي رأى أنّ «أهم أسس الدعوة السلفية هي منع الخروج على الحكّام وقتالهم، وعدم تدخّل العامّة في هذا الشأن، حرصاً على عدم إثارة الفتن»، أمّا رئيس جمعية «دعوة الإيمان والعدل والإحسان» والمشرف العام على «معهد الدعوة والإرشاد» الدكتور حسن الشهّال فقد شدّد على أنّ «السلفية هي الوسطية الحقة»، لافتاً إلى أنّ «أهل السُنّة والجماعة يمرّون هذه الأيّام في ظروف عصيبة».
في موازاة ذلك، أكّد رئيس مجلس أمناء «وقف التراث الإسلامي» الشيخ صفوان الزعبي أنّ الهدف من اللقاء «إظهار الوجه الحقيقي المعتدل للدعوة السلفية، وأنّها جزء من مشروع الدولة، لا تخرج عن الإطار العام لدار الفتوى»، مشيراً إلى أنّ توقيت انعقاد اللقاء يعود إلى «بروز حالات ناتئة في الوسطين الإسلامي والسلفي، تتقاطع مصالحها مع بعض التيّارات السياسية اللبنانية، بغية إظهار التشنّج والتوتر لإخافة الآخرين، بينما نحن نشدّد على مبادئ الاعتدال والوسطية، وإرساء الأمن في المجتمع».
غير أنّ ما لم يقله «السلفيون الجدد» صراحة، أوضحته لـ«الأخبار» أوساط متابعة، فقالت إن السلفيين «يرفضون الزجّ بهم في الصراع السياسي الدائر، وأن يُتخذوا «فزّاعة» في وجه أحد، فهم عملوا سابقاً وما زالوا على إظهار اعتدالهم وبُعدهم عن التطرّف والإرهاب».
وفي الوقت الذي وجّهت فيه الأوساط السلفية انتقادات شديدة اللهجة إلى الشيخ داعي الإسلام الشهّال معتبرة أن حركته «طارئة ويدعمها تيّار المستقبل بهدف تعويم نفسه، بعدما همّ نجمه بالأفول»، لفتت إلى أنّ «مصالح المستقبل تتقاطع مع تنظيم «القاعدة» ومؤيديه في لبنان، تحت حجّة الوقوف في وجه الفرس والشيعة ودولتهم المنتظرة»، مؤكّدة أنّ «الساحة السلفية أوعى من أن تستغل أو تتورّط في معركة ليست من صنعها، وسيستفيد منها تيّار علماني، أبعد ما يكون عن السلفية وعن الالتزام الديني».
إلا أنّ الأوساط ذهبت بعيداً في انتقاد المستقبل، وهو أمر لم تعتبره مفاجأة، «لأنّ كلاماً قاسياً أبلغناه لقادته في جلسات ضيقة، لفشلهم في قيادة الشارع السُنّي، ودفعه نحو الهاوية، فأدخلوه في صراع مع السوريين بعد تحالفهم مع حزب الله في انتخابات 2005، قبل أن يدخلوا في صراع جديد مع حزب الله، مما أربك الساحة السُنّية، ودفع العديد من زعمائها ونخبها السياسية والفكرية والدينية إلى الاعتراض على مسلكه السياسي».
وعن أسباب ابتعادهم عن المستقبل «رغم أنّنا أيّدناهم انتخابياً»، أوضحت الأوساط أنّ ذلك أتى «نتيجة توصّلنا إلى اقتناع بأنّهم لا يصلحون للحرب ولا للسلم؛ ففي الحرب هم جبناء، وفي السلم لا يفكرون إلا في مصالحهم، عدا أنّهم أصبحوا تيّارات تتجاذبهم صراعات داخلية حادة».
وأكّدت الأوساط «لن نعادي المستقبل، إلا أنّنا لن نسلّمه قيادة الطائفة السُنّية «على عماها». فالاتصالات معه قائمة، والنقاش بيننا مستمر، وقد انطلق أساساً من نقطة اعتراضنا على سعيه لإنشاء ميليشيا سُنّية، تحت اسم «الأفواج» أو «فرع المعلومات»، إلا أن «سقوط» بيروت كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وفشل تجربتهم فشلاً ذريعاً أوصل علاقتنا بهم إلى هذه المرحلة».
وسخرت هذه الأوساط من التخويف من أنّ «السلفيين والمتشدّدين سيرثون المستقبل إذا سقط»، وقالت: «إنّنا غير مؤهلين لقيادة الشارع السُنّي، ولسنا مستعدين للدخول في صراع على السلطة، لأنّها آخر همّنا، بل ندخل فقط في صراع للدفاع عن وجودنا كسُنّة»، »
وإذ قالت هذه الأوساط: «نيّتنا إجراء حوار مع حزب الله، وحتى مع السوريين لاحقاً، ولو عادوا إلى لبنان لأيّدناهم انطلاقاً من مبدئنا بعدم الخروج على الحاكم، علماً بأنّ تواصلنا مع الطرفين لم ينقطع»، أشارت إلى أنّ «عدم الصدق وانعدام الثقة تسبّبا بوصول العلاقة بين المستقبل وحزب الله إلى ما هي عليه، وأنّه يجب توافر عناصر الصراحة والوضوح وتقدير هواجس الآخر وتطمينه في أي حوار لإنجاحه»، مؤكّدة أنّ «أيّ حوار بيننا وبين الحزب سينجح».
ونفت الأوساط إمكان أن «تضغط السعودية علينا لردعنا عن توجّهنا، أو المونة علينا، لأن أغلب دعمنا المالي والرعائي نستمده من الكويت، ولكن نسأل: إذا عادت العلاقات بين سوريا والسعودية إلى طبيعتها، فماذا سيكون موقف المستقبل والنائب سعد الحريري خصوصاً إذا طلب منه زيارة دمشق والتفاهم مع السوريين؟».
No comments:
Post a Comment